أكدت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، المعنية بالعمل الطبي والإنساني، على الحاجة الملحة للمساعدة في السودان، حيث يشهد البلد احتياجات إنسانية وطبية كبيرة نتيجة استمرار أعمال العنف في مناطق عديدة، مما أدى إلى ازدحام المستشفيات وتدفق الآلاف من الأشخاص على مناطق أكثر أمانا. وأشارت المنظمة إلى جهودها الحثيثة في تقديم المساعدة الطبية خلال فترة هدوء القتال، حيث تبرعت بإمدادات طبية لمنشأة صحية في الخرطوم، وتعمل على التواصل مع المستشفيات والسلطات والجمعيات الطبية المحلية لتوفير مستلزمات طبية إضافية للمرافق الصحية داخل البلاد.
يتحدث الدكتور غزالي بابكر، المدير القطري لمنظمة أطباء بلا حدود في السودان، عن تداعيات القتال المستمر في المنطقة، والذي يجعل من الصعب تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمتضررين. ويشير إلى أن عدداً كبيراً من الجرحى قد وصلوا إلى المستشفى الذي يدعمه منظمة أطباء بلا حدود في الفاشر، ويتم تقديم العلاج لهؤلاء المرضى على مدار الساعة. وقد وصل عدد المرضى حتى الآن إلى 404 شخص، وهو مرفق الرعاية الصحية الوحيد العامل في المدينة.
ويشير التقرير إلى أن الآلاف من الأشخاص قد فروا من الخرطوم إلى ود مدني، ويعمل فريق منظمة أطباء بلا حدود على تقييم الحاجات الطبية للمتضررين في هذه المنطقة، وذلك بما في ذلك الفريق الذي يأتي من الخرطوم ومن المشروع في الدمازين. وتهدف هذه المنظمة إلى تقديم الدعم الطبي والإنساني للأشخاص الذين يعانون من الحروب والكوارث الطبيعية والأوضاع الطارئة في جميع أنحاء العالم، وتسعى دائماً إلى توفير العلاج والمساعدة للمرضى المتضررين في المناطق المنكوبة.
تقوم المنظمة بالدعوة لجميع الأطراف المتحاربة في السودان للامتناع عن استخدام العنف ضد المدنيين وضمان حرية حركة المساعدات الإنسانية، وتؤكد على أهمية احترام القانون الدولي الإنساني والتزاماته، وحماية المدنيين والعاملين في الرعاية الصحية والمرافق الطبية، وذلك لضمان توفير الخدمات الصحية اللازمة للمتضررين. كما تواصل المنظمة تقديم الدعم الإنساني والطبي للمتضررين في جميع مناطق السودان، وذلك بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية المعنية.
