زيارة تاريخية للرئيس بايدن إلى بابوا غينيا لمواجهة نفوذ بكين في المحيط الهادئ
في ظل المنافسة بين الولايات المتحدة والصين على تعزيز العلاقات مع الدول الجزرية المنتشرة في المحيط الهادئ، وجهود أمريكية للحد من التأثير الصيني في هذه المنطقة المتنازع عليها، يقوم الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة مفاجئة لبابوا غينيا الجديدة الشهر المقبل، حيث سيعقد لقاءً مع حوالي 12 زعيمًا لجزر المحيط الهادئ.
يتضمن تلك الجهود الأمريكية تقديم المساعدات الاقتصادية والتنموية للدول الجزرية الصغيرة في المحيط الهادئ، وتعزيز التعاون في المجالات البيئية والأمنية والعسكرية. وقد أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من النفوذ الصيني في المنطقة، ومن التدخلات الصينية في الشؤون الداخلية لبعض تلك الدول، وذلك في إطار سعيها للحفاظ على النفوذ الأمريكي في المحيط الهادئ، ولتعزيز التحالفات الإقليمية التي تعتبرها أساسية لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية في المنطقة.
يبدو أن هناك تباينًا في المعلومات المتاحة حول ما إذا كان بايدن سيجتمع مع قادة جزر المحيط الهادئ خلال زيارته لبابوا غينيا الجديدة. وفقًا لمتحدث باسم مكتب رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة، فإن بايدن سيتوقف لمدة ثلاث ساعات فقط في بورت مورسبي. بينما نقل موقع “أي بي سي” الأمريكي عن مسؤول من جزر المحيط الهادئ أنه من المتوقع أن يلتقي بايدن مع أكثر من 12 من قادة جزر المحيط الهادئ خلال زيارته. ولكن المتحدث باسم وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة أوضح أن التخطيط لبايدن للقاء قادة المنطقة خلال زيارته لم يتم تأكيده. يجتمع 14 من قادة جزر المحيط الهادئ في بورت مورسبي في 22 مايو مع رئيس الوزراء الهندي لبحث التطورات المتلاحقة في المنطقة.
بالفعل، تهتم الولايات المتحدة بالمنطقة الآسيوية-الهادئة بشكل كبير، وتعتبر دول المحيط الهادئ شريكًا حيويًا للولايات المتحدة في المنطقة. وتسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز التجارة والاستثمارات والعلاقات الدبلوماسية مع الدول الصغيرة في المحيط الهادئ، وذلك بغرض الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة والمنافسة مع الصين على النفوذ في المنطقة.
وتمتلك بابوا غينيا الجديدة موارد طبيعية غنية مثل الغاز الطبيعي والنفط والذهب والنحاس، إلى جانب الغابات الاستوائية الوفيرة، وهي تحظى بالاهتمام من قبل الدول الكبرى كالولايات المتحدة وأستراليا والصين.
ومن المتوقع أن تكون زيارة الرئيس بايدن إلى بابوا غينيا الجديدة فرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين وتنمية التعاون الاقتصادي والدبلوماسي بينهما.